منتدى قولنجيل الاسلامى

قصة يوسف عليه السلام والمراودة 821cf610
اهلا ومرحبا بكم في موقع

منتدى قولنجيل الاسلامى

اذا كانت هذه زيارتك الاولى تفضل بالتسجيل في المنتدى أو تفضل بالدخول

نتمنى لكم قضاء وقتا مفيدا عامرا بذكر الله ...

ادارة المنتدى ,,,,
منتدى قولنجيل الاسلامى

قصة يوسف عليه السلام والمراودة 821cf610
اهلا ومرحبا بكم في موقع

منتدى قولنجيل الاسلامى

اذا كانت هذه زيارتك الاولى تفضل بالتسجيل في المنتدى أو تفضل بالدخول

نتمنى لكم قضاء وقتا مفيدا عامرا بذكر الله ...

ادارة المنتدى ,,,,
منتدى قولنجيل الاسلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصة يوسف عليه السلام والمراودة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 2278
تاريخ التسجيل : 05/09/2009

قصة يوسف عليه السلام والمراودة Empty
مُساهمةموضوع: قصة يوسف عليه السلام والمراودة   قصة يوسف عليه السلام والمراودة I_icon_minitimeالإثنين 11 أبريل - 17:05:42

بســــــم الله الرحمن الرحيــــــم

مـــــــن قـــــصص القـــــــــران قصة المراودة
يوسـف عليه السلام وامـرأة العزيــز :-

إلى جميع من حاول و سعى في تفسير قصة المراودة أضع هذا التفسير بين أيديكم كــ حكم أبريء فيه يوسف عليه السلام مما نسب إليه من المفسرين في قوله تعالى (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا) و أقول نعم همت به و نعم هم بها كما قال الله تعالى ولكن قضاة اللغة العربية الذين أصدروا الحكم لعدم فهمهم وتعمقهم, في ماذا تعنى كلمة الهم و كلمة البرهان، وكما همت به امرأة العزيز (هم به) العلماء المفسرين، و في هذا البحث تعريف كلمة (المراودة) و (الغلق) و (الهم) و (البرهان) بما يصغه العقل العربي و اللسان العربي المبين بما لا يترك في العقل شك و لا ريب مصدقاً لقوله تعالى (كُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ)

قــال تعالــى:-
(وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ... وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذلك لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ... وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (1)
(وراودته) والمـراودة كانت هي الشغل الشاغل لكثير من أهل اللغة وأهل التفسير وعامة الأمة مند قـرون و إلـى يومنا هذا، وهي من الآيات التي أشكل عليهم فهمها قسمًا منهم رأى (الهم) فيها هو الميل القلبي فقط وقسمًا رأى الهم بداية مباشرة الفعـل وقسمًا نفى الهم مطلقً و أوّلى بالتقديم والتأخــير وهي احتمالات عديدة وكلها إما تعتمد على تأويلات لغوية أو على تأويلات معنوية.
و إذا أردنا أنْ نبدأ الحديث عنها ونربط التسلسل في أحداثها خطوةً خطوه سوف نصل بعون الله تعالـى و توفيقه إلـى فهم يرضي الله تعالـى وتطمئن بهِ الأنفس .
أولاً يجب علينا ً تقسيم مشاهدها إلى مقاطع فإنّ هذه الآيات الكريمة تجعلنا نعيش في أجواء المشاهد المثيرة مشهداً مشهداََ فالمراودة حلقـة من سلسلة طويلة دارت أحداثهـا بيـن يوسف عليه السلام وامرأة العزيز بداخـل قصر وبين أربعة جدران وقصها علينا الله سبحانه وتعالى (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً)(3) فالـمراودة حلقـة لها أساليب متعددة المسالك والغاية منها واحده وكذلك الغلـق وكـذلك الهم وكـذلك البرهـان، ولم تكن قد حدثت في برهـة من الوقت أو صدفة كما يتخيل لنا من خلال آياتها، فكل كلمة فيها معبأة وموضوعة في مكانهــا و بـدقـة متناهية بحيث لا تغنـي عنها كلـمــة أخــــــرى .
و بنـــــاء على ما تقدم نبدأ بعـــون الله وتوفيقـــه ونقــــــول :
قال الله عز وجل : فـي بـدايـة هذه الآيـة الكريمة (وَرَاوَدَتْهُ)
والمـراودة تعني طلـب الإرادة المتكــرر أي أن امرأة العزيز كان عندها السبب والمتمثل في عشقها الجنوني ليوسف وهي تفقد الاستطـاعة لكي تنفذ الفعــل لأن العنصر المفقود للفعل الإرادي يتمثل في موافقة يوسف و الإرادة كـ معنى تطلق من منطلق السبب والاستطـاعة
ومن شروط المراودة لكي يطلق عليه عربيًا هذا الاسم أن يكون طالب الإرادة صـادقاً في جميع أقواله وأفعالـه مــع تنوع الأسلوب، وهناك فرق بين المخادعة والمراودة والمخادع يكون كاذب في طلب الاستطاعة والقرآن يفسر بعضه وهذا مثال من كتاب الله قص الله تعالى هذه القصة عن إخوة يوسف عندما ذهبوا إلى مصر فقال عز وجل (و َجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ)(5) ثم قال عز وجل (وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ ... فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ ... قَالـُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ) (6)
الآن من خلال هذه الآيات نستنتج وجود السبب ويتمثل في طلب العزيز ائتوني بأخ لكم من أبيكم وهذا الركن الأول في الإرادة
ولكي تكتمل الإرادة يحتاجون إلى الاستطاعة التي تتمثل في الإذن من أبيهم بأن يسمح لهم باصطحاب أخيهم معهم إلى مصر وسوف يستعملون مع أبيهم هذا الأسلوب (قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ)
ونضع تعريف للمراودة :-
المراودة :- تعني البحث عن اكتمال الإرادة أو الفعل الإرادي بعدة أساليب ويشترط أن تكون الأساليب صحيحة و صادقة وغير كاذبة، مثل ما قص الله تعالى في هذه الآيات.
وهذه طريقة المراودة (فَلَمَّا رَجِعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ... قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ... وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَـذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ كَيْلٌ يَسِيرٌ).(7)
ونستخلص من هذه الآيات عدة أساليب استعملت و لغرض الحصول على الاستطاعة المتمثلة في (الإذن) وهم صادقون في كل ما ذكروه.
فكان قولهم (قَالُواْ يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ) يطابق قول يوسف (وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ) ( فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ)
(هَـذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا) يطابق قول يوسف (وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) وقولهم (وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذلك كَيْلٌ يَسِيرٌ)
وعندما حصلوا على (الإذن) الذي يتمثل في الاستطاعة كما في قوله عز وجل (َلََنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِّنَ اللّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ)(Cool
هنا اكتمل الفعل الإرادي السبب مع الاستطاعة
فكان السبب يتمثل في طلب يوسف ( َلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ ) (فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ)
الاستطاعة تتمثل في الإذن من أباهم ( قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقاً مِّنَ اللّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ)
من خلال هذا الفهم نستنتج أن امرأة العزيز كان عندها السبب المتمثل في العشق الجنوني ليوسف ولا تملك الاستطاعة التي تتمثل في رضاء يوسف والنزول عند رغبتها لذلك قال وراودته وكما سبق في البحث السابق في الإرادة أن الفعل الإرادي يتكون من السبب القدرة الاستطاعة و إذا فقدت الاستطاعة يطلق عليه (هم) و هذا ما كانت تعاني منه امرأة العزيز، ثم انتقل الكلام في هذه القصـة إلى المقطع الثاني وهو الفاصل بين المراودة و الانتقال إلى الإعداد للشروع في الفعل وبعد إن استيأست من الحصول على الاستطاعة بطريقة المراودة :
قال الله عز وجل (وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ) ويعني بكلمة الغلق المنع من الداخل إلى الخارج وفي الحديث الشريف عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا يغلق الرهن من صاحبه الذي رهنه له غنمه وعليه غرمه) ويعنى بالغلق منع الإخراج، ومن الطبيعي فإن مرحلة غلق الأبواب لابدَّ أن تسبقها مقدمات أخرى و الــمراودة تقدمت على الغلق، وجاء الغلق بناء على سبب وهو فشل المراودة مقدماً وهي أدركت يقينــــاً أن يوسف عليه السلام سوف يقوم برفضها وسوف يحاول الهروب منها، ومن الطبيعي من خلال القصـــة و تسلسل ألإحداث فيها يعطينا هذا المدلول لكلمة الغلق و مع مجيء الغلق بإحكام، إن هذه الآية الكريمة تجعلنا نعيش في أجواء المشهد النهائي الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من ساعة الصفر التي كانت تعد لها امرأة العزيز العدة ثم قال عز وجل (وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ) وأشعرته بهذه الكلمة كــ مقدمة لمباشرة الفعل.
وجاء الرد المباشر على لسان يوسف عليه السلام (قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) فا نّظُر إلى كلمة الله و ربي كان لهما من التوظيف في الموقف ما لا يخفى على ذي عقل وهذا الـرد الذي قابلها به يوسف كان مصحوبًا بسرد ألاءِ الله ونعمه عليه ولربه العزيز الذي أكرمه و أحسن مثواه واختصر في جملة قصيرة جامعة أشار فيها للمرأة إشارة الناصح الأمين بقوله إنه لا يفلح الظالمون وهنا يعطينا السبب لرفض يوسف والمتمثل في عفة يوسف وطهارته وحفظ فضل الإنعام لله عز وجل ولربه الذي أكرمه وأحسن مثواه ثم قال الله عز وجل (وَلَقَدْ هَمَّتْ بِه) وهنا بيت القصيد وبناء على البحث السابق في الإرادات في قصة العبد الصالح و موسى عليه السلام قلنا الفعل الإرادي يتكون من السبب و القدرة و الاستطاعة وقلنا إذا فقدت الاستطاعة يسمى (هم) و إذا انتقل صاحبه إلى مباشرة الفعل بسبب و القدرة فقط يطلق على الفعل (هم بــ) والسؤال الذي يجب أن نقف عنده هو هل يوسف هم كهمها أم كان الهم من نوع أخر؟ نقول أن يوسف عليه السلام كان عنده السبب والمتمثل في العفة والطهارة وهو فاقد الاستطاعة على أن يوقف هذه المرأة التي بلغت قمة عزمها وثورتها التي أصبح يصارعها وجه لوجه.
وعندما عبر الله عز وجل عن فعل يوسف جاء بقوله (وهم بها) ويعني بذلك إن يوسف كان عنده السبب وكان يفقد الاستطاعة وباشر الفعل لكي يوقف هذه المرأة، فقال الله تعالى (وهم بها).
ففرق بينهما بذكر (السبب) (هم امرأة العزيز مبني على طلب الفعل ... وهم يوسف مبني على منع الفعل وكليهما فاقد الاستطاعة) فشتان بين الهمين ! مثل كلمة استبقا الباب هل نقول إنهما متساويين في القصد أو احدهما فر والثاني كان يطلبه طبيعي كان السبب في استبقا الباب مختلف يوسف أراد الخروج وإمرة العزيز أرادة منعه، كذلك في هَمَّتْ بِِه وهم بها كان الفعل واحد والسبب مختلف.
وجاء نسق الآيات يبين ماذا حدث بعد هم بها في قول الله عز وجل (لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ) ويعنى بـ لولا وكما يقول علماء اللغة حرف امتناع لوجود ولولا أن رأى برهان ربه لوقـع في ما كـان يأبى فعله وهذا ما أضمره سبحانه و تعالى، وعلى المتدبر الوعي لهذه الآيات إن يعي بعقله ماذا قصد الله تعالـى و أضمره بقوله (لولا)، ولأجْل تقريب الصورة نضرب مثلاً، لو أننا أتينا برجل عنده القدرة ولا يعرف السباحة و ألقي به في وسـط البحر وترك، السـؤال إلى متى سوف يصمد فوق سطح المــاء؟ والجواب عليـه سوف يصمد حتى تنهك قدرته و تنفد طاقته ويغرق إذا لم يجد يد تمتد إليه و تنجيه مما هو فيه، وما مثل يوسف عليه السلام إلا بشر له حدود لقدرته ولا توجد قدرة مطلقـة أبدًا ليس لها حدود إلا قدرة الله سبحانه وتعالى والمعصوم من الذنوب من عصمـه الله، ويوسف عليه السلام كان يحرسه الله بلطفــه وعنايته وكان معه في محنته ألـم يكـن معه مذ كان طفـلاً صغير وهو في غيابة الجب (وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُم بِأَمْرِهِمْ هَـذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ)(9) وهو بين أيدي تجار الرقيق يباع ويشترى ( َقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وكذَلكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)(10) وعند ما كبر و بلــغ أشــده قــال عنـه
(وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ) هذا لأنه من عباده (الْمُخْلَصِينَ) وإعانة الله و مدده لعباده الصالحين لا تأتي إلا بعد نفاد طاقاتهم (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ)(11) ولماذا لا يكون معه في هذه المحنة وطبيعي من حيث كونه بشر مثلنا كان يعاني و أَوشك على الاستسلام مع عدم الرضاء!
فما هو البرهان الذي نجابه يوسف عليه السلام وأشار إليه بقوله كذلك ؟
بداية نقر حقيقة لا خلاف حولها، وهي انه لا احد من خلق الله شهد هيئة البرهان سوى يوسف، ولا احد من أهل التفسير فسر معنى البرهان التفسير الصحيح الذي يمكن الاستدلال به على المعنى الصحيح وكل ما قيل في الموضوع من المفسرين ما هو إلا اجتهادات أتت من خلال الفهم المختلط ببعض التكهنات البشرية، التي تحاول الخروج بتأويل معقول يقبله العقل لكلمة (برهان) و يتناسب مع فهمهم لكلمة (هم بها) وهذه من حسنات العقل أن يدلـى كل عاقل بفهمه ومن سيئات العقل أن نقف عند قول عالم من العلماء قال رأيه حسب فهمه في موضوع اختلف فيه جمعٌ من أهل اللغة و المفسرين ونجعل قوله مقـدس كـ قول الله أو رســوله، بشرط إن نلتزم الورع في حق أنبياء الله ورسله.
إن كلمة رأى البصرية لا تأتي في كتاب الله إلا وهي تشير إلى أول ما يدخل الشيء المنظور في مجال البصر، فقال عن يوسف رأى وربط رأى بالبرهان و يعني الرؤية الخارقة، لاختراق البصر للحواجز والبرهان آية بينة من حيث الدليل المعجز و نفسها مبينة لطريقة الفعل والنتائج يعنى أنها تحمل الصفتان و شرحنا هذا في بحث التفريق بين الإرادة والمشيئة و قلنا كتاب الله برهان لماذا لان آياته بينات يعنى أنها معجزة ونفسها مبينات دالة على طريقة الفعل و النتائج وذلك عندما فسرنا قول الله تعالى (وَكذلكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يُرِيدُ) [الحج : 16] وقوله تعالى(لَقَدْ أَنزَلْنَا آيَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) [النور : 46]
أن يوسف رأى مكان وجود ربه العزيز بقدرة خارقة وهذه الآية (البينة) و نفسها المبينة للفعل الذي ترتب عليها نسق تسلسل القصة.
جاء مباشرة بعد قوله رأى برهان ربه، تلاها الفعل الممتد من السبب رأى ربه بقوله واستبقا الباب ضَمّنَ الفعل معنى المبادرة فر منها ليخرج وجاء بعده الباب معرف بالألف واللام وتعرف بما سبقه أي رأى برهان ربه لأنه جاء ذكر الأبواب قبلها بالجمع عند غلقها من امرأة العزيز (وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ)، ولو لم يكن الباب معرف بالبينة المبينة بقوله رأى برهان ربه لجاء (واستبقا باب) إذا كان الهروب منها عشوائي، وقال ألفيا سيدها إشارة إلى امرأة العزيز وحدها ولم يقول سيدهما لأن يوسف تعرف بالبينة على مكان وجود العزيز بـقوله (رأى برهان ربه) وجاء بكلمة ألفيا الدالة على الفترة الزمنية لوجود العزيز أمام الباب والتي تدل على قوله تعالى (رأى برهان ربه)؛
وعنصر المفاجئ حدث مع امرأة العزيز عند فتح الباب لعدم علمها بوجود سيدها لدى الباب فقالت (مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) مع أن يوسف هو الذي فتح الباب وهو الذي كان يطلب النجدة ولو أنها قالت ما قالته للعزيز ما كان فاضحها يوسف أمامه وهذا من طبع يوسف مع جميع من أساء إليه فهو الكريم ابن الكريم ابن الكريم.
والله ورسوله اعلم وأخيراً أختم بقول الله عز وجل (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ)
وقوله عز وجل (كُـلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَـذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ)(20)
فكانت قصصهم تثبيت لفؤاد النبي عليه الصلاة والسلام وجاءك في هذه الحق تصحيح لما ألحقوه برسل الله من افتراء وكذب عليهم و تدنيس، وموعظة للنصح وذكرى للمؤمنين (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (21)

والســـــلام عليكم ورحمة الله وبركــــاته
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islamman.yoo7.com
 
قصة يوسف عليه السلام والمراودة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ايوب ( عليه السلام )
» درس لفضيلة الشيخ عبد الرازق عيد بعنوان زكريا عليه السلام
» درس لفضيلة الشيخ عبد الرازق عيد بعنوان يحيي عليه السلام
» درس لفضيلة الشيخ عبد الرازق عيد بعنوان يونس عليه السلام
» درس لفضيلة الشيخ عبد الرازق عيد بعنوان ايوب عليه السلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى قولنجيل الاسلامى :: منتدى تفسير القران الكريم - منتدى قولنجيل الاسلامى-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
» الشيخ نادر القلاوى جزء عم - منتدى قولنجيل الاسلامى
قصة يوسف عليه السلام والمراودة I_icon_minitimeالخميس 5 مارس - 19:43:15 من طرف khaledmidhat

» الجزء الحادي عشر من القران الكريم للشيخ نادر القلاوى - منتدى قولنجيل الاسلامي
قصة يوسف عليه السلام والمراودة I_icon_minitimeالسبت 4 مايو - 15:26:17 من طرف amgdali

» الشيخ نادر القلاوى سورة المائدة - منتدى قولنجيل الاسلامى
قصة يوسف عليه السلام والمراودة I_icon_minitimeالسبت 4 مايو - 15:24:13 من طرف amgdali

» سورة الكهف للقارئ احمد فهيم منتدى قولنجيل الاسلامى
قصة يوسف عليه السلام والمراودة I_icon_minitimeالثلاثاء 30 أبريل - 19:18:19 من طرف badran

» الجزء الخامس من القران الكريم للشيخ نادر القلاوى - منتدى قولنجيل الاسلامي
قصة يوسف عليه السلام والمراودة I_icon_minitimeالثلاثاء 16 أبريل - 3:04:50 من طرف mohamed ebrahem

» سورة المزمل بجوده عااااااليه جداااا للقارئ نادر القلاوي لعام2008
قصة يوسف عليه السلام والمراودة I_icon_minitimeالإثنين 15 أبريل - 4:05:07 من طرف mohamed ebrahem

» الشيخ نادر القلاوى سورة الاسراء 2010 - منتدى قولنجيل الاسلامى
قصة يوسف عليه السلام والمراودة I_icon_minitimeالإثنين 15 أبريل - 3:55:31 من طرف mohamed ebrahem

» الشيخ نادر القلاوى سوره النحل من ايه (111)لاخر السوره 2010 - منتدى قولنجيل الاسلامى
قصة يوسف عليه السلام والمراودة I_icon_minitimeالإثنين 15 أبريل - 3:53:47 من طرف mohamed ebrahem

» سورة النمل للقارئ احمد فهيم منتدى قولنجيل الاسلامى
قصة يوسف عليه السلام والمراودة I_icon_minitimeالأحد 7 أبريل - 18:48:53 من طرف mohamedeladwe

منتدى قولنجيل الاسلامى

↑ Grab this Headline Animator

Enter your email address:

Delivered by FeedBurner


جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى قولنجيل الاسلامى

2013-2009

جميع المواد المنشورة بالموقع السمعية والمرئية تعبر عن وجهة نظر اصحابها ولا تعبر بالضرورة موافقة ادارة الموقع على كل ما جاء بها