من سلالة سيدنا إبراهيم كان من النبيين الموحى إليهم*كان أيوب ذا مال وأولاد كثيرين ولكن الله ابتلاه في هذا كله فزال عنه*وابتلي في جسده بأنواع البلاء واستمر مرضه ما يقرب من 18 عاما اعتزله فيها الناس إلا امرأته صبرت وعملت لكي توفر قوت يومهما حتى عافاه الله من مرضه وأخلفه في كل ما ابتلي فيه*ولذلك يضرب المثل بأيوب في صبره وفي بلائه
ضربت الأمثال في صبر هذا النبي العظيم*فكلما ابتلي إنسانا ابتلاء عظيما أوصوه بأن يصبر كصبر أيوب عليه السلام*وقد أثنى الله تبارك وتعالى على عبده أيوب في محكم كتابه(إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ)وقد كان أيوب دائم العودة إلى الله بالذكر والشكر والصبر*وقد نسجت الأساطير عديدا من الحكايات حول مرضه أن أيوب عليه السلام كان ذا مال وولد كثير ففقد ماله وولده* وابتلي في جسده فلبث في بلائه فرفضه القريب والبعيد إلا زوجته ورجلين من إخوانه*وكانت زوجته تخدم الناس بالأجر لتحضر لأيوب الطعام*ثم إن الناس توقفوا عن استخدامها لعلمهم أنها امرأة أيوب خوفاً أن ينالهم من بلائه أو تعديهم بمخالطته*فلما لم تجد أحداً يستخدمها باعت لبعض بنات الأشراف إحدى ضفيرتيها بطعام طيب كثير* فأتت به أيوب، فقال*من أين لك هذا؟ وأنكره فقالت خدمت به أناساً* فلما كان الغد لم تجد أحداً* فباعت الضفيرة الأخرى بطعام فأتته به فأنكره أيضاً*وحلف لا يأكله حتى تخبره من أين لها هذا الطعام؟ فكشفت عن رأسها خمارها فلما رأى رأسها محلوقاً* قال في دعائه(رب إني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين) وحلف أن يضربها مئة سوط إذا شفى ما كان من أمر صاحبي أيوب*فقد كانا يغدوان إليه ويروحان*قال أحدهما للآخر لقد أذنب أيوب ذنبا عظيما وإلا لكشف عنه هذا البلاء*ذكره الآخر لأيوب فحزن ودعا الله*ثم خرج لحاجته وأمسكت امرأته بيده فلما فرغ أبطأت عليه*فأوحى الله إليه أن اركض برجلك فضرب برجله الأرض فنبعت عين فاغتسل منها فرجع صحيحا لما عوفي أمره الله أن يأخذ عرجونا فيه مائة شمراخ(عود دقيق) فيضربها ضربة واحدة لكي لا يحنث في قسمه وبذلك يكون قد بر في قسمه*ثم جزى الله عز وجل أيوب عليه السلام على صبره
اللهم اجعلنا من الصابرين على ابتلائك العظيم