العقيدة مأخوذة من العقدة .والعقدة أن تربط حبلا بحبل ثم تشده بقوة حتى لاينفصم. وهو فى هذه الحالة يصلح لأن تربط به أشياء أخرى كما يصلح لحمل الأثقال كما يصلح لجمع الأشياء وحفظها من الضياع .
وهذا ينطبق تمام الانطباق على معنى العقيدة فى الإسلام. فهى عهد وثيق وعقد متين بين المؤمن وربه يعنى الإيمان الذى لاشك فيه بالله جل
وعلا إيمانا صحيحا .وهذه العقيدة تجمع الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقضاء والقدر .
وهذه العقيدة أساس بناء الإسلام فى قلب المسلم و منها تنطلق كل أفعال المسلم فهو يصلى ويصوم ويزكى ويحج لأنه مؤمن بالله مطيع له .
وهو صادق وأمين وحسن الأخلاق لأنه مؤمن بالله مطيع له .
وهو واصل للرحم باذل للخير محب للجار آمر بالمعروف ناه عن المنكر لأنه مؤمن بالله مطيع له.
وهو عادل بين الناس منصف فى بيعه وشرائه مؤد لحقوق الآخرين لأنه مؤمن بالله مطيع له.
أرأيت أن العقيدة أساس تصدر عنه كل حركة الإنسان فى الحياة ؟
وعلى هذا إذا وجدت خللا فى أخلاق الشخص أو عبادته أو معاملاته ففتش فى عقيدته فستجد الخلل فيها لاشك.وإذا كان يريد إصلاح الخلل فلابد أن تكون البداية من هنا من العقيدة فإذا صلحت صلح كل شىء.
على أن العقيدة تحتاج دائما إلى تجلية وتنقية مما يغبرها من الران الذى يغشاها من الذنوب وجلاء العقيدة بدوام ذكر الله تعالى "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"
وفى القرآن العظيم موائد حافلة لأغذية القلوب وهى على مائدة القرآن تأكل فتنمو وتسمو وتتمتع بحلاوة الإيمان .
نسأله تعالى أن يحبب إلينا الإيما ويزينه فى قلوبنا وأن يجعلنا من الراشدين .
وإلى لقاء آخر على درب العقيدة إن شاء الله .